قال ابن الجوزي في صفة الصفوة - (ج 2 / ص 254وما بعدها):
*يقول الشافعي إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقولوا بسنة رسول الله ودعوا ما قلت .
*وقال الحميدي قدم الشافعي مرة من اليمن ومعه عشرون ألف دينار فضرب خيمته خارجا من مكة فما قام حتى فرقها كلها .
*وعن الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول لن يجفو فعل من يصفو .
*وعنه قال سمعت الشافعي يقول وسأله رجل عن مسألة فقال روي فيها كذا وكذا عن النبي صلى الله عليه و سلم فقال له السائل يا أبا عبد الله تقول به فرأيت الشافعي أعد وإنتفض وقال يا هذا أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا رويت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثا فلم أقل به نعم على السمع والبصر .
*قال وسمعت الشافعي وقد روى حديثا فقال له بعض من حضر تأخذ بهذا فقال إذا رويت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثا صحيحا فلم آخذ به فأبا أشهدكم أن عقلي قد ذهب ومد يديه.
*قال لنا أبو بكر بن أبي طاهر وجدت في هذه الحكاية زيادة من رواية أخرى ليس من المروءة أن يخبر الرجل بسنه لأنه إن كان صغيرا استحقروه وإن كان كبيرا إستهرموه .
*وعنه قال كان قد جزأ الليل ثلاثة أجزاء الثلث الأول يكتب والثلث الثاني يصلي والثلث الثالث ينام .
*وعنه قال كان الشافعي للشافعي في رمضان ستون ختمة لايحسب منها مايقرأ في الصلاة .
*أبو بكر النيسابوري قال سمعت الربيع يقول كان الشافعي يختم كل شهر ثلاثين ختمة وفي رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة .
وعن نهشل بن كثير عن أبيه قال أدخل الشافعي يوما إلى بعض حجر هارون الرشيد ليستأذن له ومعه سراج الخادم فأقعده عند أبي عبد الصمد مؤدب أولاد هارون الرشيد فقال سراج للشافعي يا أبا عبد الله هؤلاء أولاد أمير المؤمنين وهذا مؤدبهم فلو أوصيته بهم فأقبل عليه فقال ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح أولاد أمير المؤمنين إصلاحك نفسك فإن أعينهم معقودة بعينك فالحسن عندهم ماتستحسنه والقبيح عندهم ما تكرهه علمهم كتاب الله ولاتكرههم عليه فيملوه والعفو أقرب للتقوى وأبلغ في الكرم لقول الله تعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله فإن نازعتك نفسك بالمكافأة فأفكر فيما سبق له لديك من الإحسان فعدها ثم أبدر له إحسانا بهذه السيئة ولاتبخسن باقي إحسانه السالف بهذه السيئة فإن ذلك الظلم بعينه يا يونس إذا كان لك صديق فشد يديك به فإن إتخاذ الصديق صعب ومفارقته سهل .
*قال وسمعت الشافعي يقول يا يونس الإنقباض عن الناس مكسبة للعداوة والإنبساط إليهم مجلبة لقرناء السوء فكن بين المنقبض والمنبسط
وعن أحمد بن الوزير قال ثنا محمد بن إدريس الشافعي قال قبول السعاية شر من السعاية لأن السعاية دلالة والقبول إجازة وليس من دل على شيء كمن قبل وأجاز .
*قال وتنقص رجل محمد بن الحسن عند الشافعي فقال له مه لقد تلمظت بمضغة طالما لفظها الكرام .